دراسات
إسلامية
الإمام
ابن الأمير
الصنعاني –
حياته ومنهجه
إعداد
الباحث: محمود
علي مهدي
أحمد(*)
لقد نال الفقه الإسلامي حظّاً واسعًا واهتمامًا بالغاً من علماء المسلمين الذين لم يألوا جهدًا في استنباط الأحكام من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بعيدين عن الهوى والتعصب للرأي، وظهرت مذاهب إسلامية متعددة منها المذهب الزيدي الذي برز فيه – كغيره من المذاهب – أئمة مجتهدون كان لهم الفضل الكبير بعد الله تعالى في إظهار الفقه وبيان معالمه، والقاعدة التي نادى بها علماء الزيدية (كل مجتهد مصيب) كان لها أثر كبير في نبذ التقليد وظهور أئمة مجتهدين ومن هؤلاء الأئمة الإمام الفقيه المجتهد محمد بن إسماعيل الصنعاني المشهور بابن الأمير الذي تحرى قدر الإمكان تتبع الأدلة الصحيحة وسلامة الاستنباط والتجرد من المذهبية التي غلبت على أتباع المذاهب في بعض فترات التاريخ الإسلامي فجاءت كتبه خادمة للفقه الإسلامي مشجعة على البحث والاستنباط والتحرر من التقليد.
و
وفاء بحق هذا
الإمام،
وعرفانًا بما
قدمه للعلم
والعلماء،
وتركه
للتقليد
وتحرره من التبعية
الفقهية التي
سيطرت على
أكثر علماء
عصره؛ فقد
أحببت أن أسهم
ولو بالشيء
اليسير بالتعريف
بابن الأمير
كونه علمًا من
أعلام
المسلمين
الذين أحيوا
الاجتهاد من
جديد بعد أن
كاد يندثر في
زمانه.
وهي
نبذة مختصرة
عن حياته
ومجتمعه الذي
عاش فيه فإلى
هذه الترجمة:
لقد
عاش ابن
الأمير
الصنعاني في
القرن الثاني
عشر الهجري،
السابع عشر –
الثامن عشر
الميلادي،
وهي فترة
استقلال اليمن
عن الدولة
العثمانية؛
وهذه إطلالة
سريعة على
الأوضاع
السائدة في
ذلك العصر.
الحالة
السياسية
كانت
اليمن في هذه
الفترة تحت
حكم الدولة
القاسمية
التي أسسها
أحد أحفاد
الإمام
الهادي عام
1006هـ وبقيت هذه
الدولة تحت
حكم أولاده
وأحفاده حتى
قيام الثورة
اليمنية ضد
الحكم الإمامي
عام 1962م.
وهذه
الفترة التي
عاشها ابن
الأمير
الصنعاني هي
فترة استقلال
اليمن عن
الحكم
العثماني الأول
وقبل عودتهم
مرة أخرى إلى
اليمن.
وقد
عاصر ابن
الأمير
الصنعاني ستة
من الأئمة الذين
حكموا اليمن
في ذلك الوقت
كان أولهم الإمام
المهدي محمد
بن أحمد بن
الحسن وآخرهم
الإمام
المهدي لدين
الله العباس
بن الإمام
المنصور.
وهذه
الفترة التي
عاش فيها ابن
الأمير الصنعاني
كانت مليئة
بالاضطراب
والتوتر
السياسي وهي
فترة صراع على
الحكم حيث كان
يبايع لأحد الأئمة
فما يلبث فترة
إلا وظهر له
منازع آخر للحكم
وطلب الولاية
فتقام المعارك
وتسال كثير من
الدماء
فاضطربت
الأمور وعاش
اليمن فترة
صراع مستمرة
كان لها الأثر
السيء على
اليمنيين في
ذلك الوقت.
الحالة
الاقتصادية
نتيجة
للصراع
السياسي في
تلك الفترة
فقد عاش اليمنيون
حالة
اقتصادية
سيئة حيث كان
من تولى الأمر
يفرض على
اليمنيين
الزكاة فيما
يجب وفيما لا
يجب وفيما بلغ
النصاب وفيما
لم يبلغ ولقد
كان الولاة
يفرضون
الضرائب
والمكوس
والإتاوات
وفرض
الغرامات على
القادر وعلى
غير القادر
وذلك ليتمكن
الولاة من
تجهيز الجيوش
للدفاع عن
السلطة وشراء
ولاء القبائل.
كما كان بعض
الولاة
يلجئون إلى
أخذ أموال
الرعية عن
طريق التلاعب
بأوزان
العملة.
وما
سلم من أموال
اليمنيين فهو
معرض للسلب والنهب
من بعض
القبائل التي
اعتمدت على
السلب والنهب
والتقطع
لزيادة
أموالها
وثرواتها.
الحالة
الاجتماعية
لقد
كان المجتمع
اليمني آنذاك
مجتمعا تعلوه الطبقية
وتفرقه
العصبية
فتفرق
اليمنيون إلى
عدة طبقات
وأعلى هذه
الطبقات طبقة
السادة وهم
المنتسبون
لآل رسول الله
صلى
الله عليه
وسلم
ولقد كان
هؤلاء السادة
محل تقدير
واحترام وإجلال
عند بقية
الطبقات فلقد
كان يحرم
تقديم غير
السيد على
السيد في صف
أو كلام أو
مصافحة أو
ركوب أو مأكل
أو كل ما يوحي
بشرف أو
تشريف.
ويأتي
بعد السادة
طبقة الفقهاء
والقضاة وهم الذين
نالوا حظا من
العلم والفقه
ويأتي بعدهم
طبقة المشائع
والقبائل
والأعيان
وشيخ القبيلة
هو الرجل
المطاع في
قبيلته التي
يجمع أفرادها
رابط الدم
والنسب.
ثم
طبقة
الحرفيين
والمزارعين
والتجار وهي الطبقة
التي تمثل
غالبية
اليمنيين
ويشتغل معظم
هؤلاء بعدة
مهن مختلفة
مثل النجارة
والحدادة
والحلاقة
وغيرها من
المهن ثم
الطبقة
الأخيرة وهي
طبقة الأخدام
وهم الطبقة
الأدنى في
المجتمع ويعملون
بالأعمال
الشاقة
والوضعية
التي ترفع عنها
بقية الطبقات
في المجتمع
اليمني.
الحالة
الدينية
لم
تكن الحالة
الدينية التي
عاش فيها ابن
الأمير
الصنعاني
بأحسن حالا من
بقية الحالات
فلقد ابتعد
كثير من الناس
عن السنة
النبوية وعاشوا
في بدع
وخرافات
كثيرة سواء في
اليمن أو في
غيره من بلدان
العالم
الإسلامي.
ومن
أمثلة البدع
والشركيات
التي كانت
منتشرة في عصر
ابن الأمير ما
ذكره في
كتابه: تطهير
الاعتقاد عن
أدران
الإلحاد حيث
يقول: (وكل قوم
لهم رجل
ينادونه،
فأهل العراق
والهند يدعون
عبد القادر
الجيلاني،
وأهل التمائم
لهم في كل بلد ميت
يهتفون
باسمه،
يقولون: «يا
زيلعي، يا ابن
العجيل»
وأهل مكة وأهل
الطائف: «يا
ابن العباس»
وأهل مصر: «يا
رفاعي، يا
بدوي»
والسادة
البكرية وأهل
الجبال: «يا
أبا طير».
وأهل اليمن: «يا
ابن علوان»
وفي كل قرية
أموات يهتفون
بهم
وينادونهم
ويرجونهم
لجلب الخير
ودفع الضر،
وهذا هو بعينه
فعل المشركين
في الأصنام)(1).
ولقد
بلغ التعصب
المذهبي أعلى
مراتبه في عصر
ابن الأمير
ولقد عانى في
سبيل اجتهاده
وتحرره من
ربقة التقليد
الشيء الكثير
حيث كان
المذهب
الزيدي آن ذلك
هو المنتشر في
المناطق
اليمنية التي
يستوطنها ابن
الأمير ولقد عبر
ابن الأمير عن
بعض صور
التفرق
والتعصب المذهبي
في العالم
الإسلامي
بقوله:
هذا
حرم الله الذي
هو أفضل بقاع
الدنيا،
بالاتفاق وإجماع
العلماء،
أحدث فيه بعض
ملوك
الشراكسة الجهلة
الضلال هذه
المقامات
الأربعة التي
فرقت عبادة
العباد
واشتملت على
ما لا يحصيه
إلا الله عز
وجل من
الفساد،
وفرقت عبادات
المسلمين
وصيرتهم
كالملل
المختلفة في
الدين بدعة قرت
بها عين إبليس
اللعين،
وصيرت
المسلمين
ضحكة للشياطين،
وقد سكت الناس
عليها و وفد
علماء الآفاق
والأبدال
والأقطاب
إليها
وشاهدها كل ذي
عينين، وسمع
بها كل ذي
أذنين، أفهذا
السكوت دليل
على جوازها؟
هذا لا يقوله
من له إلمام
بشيء من
المعارف(2).
الحالة
العلمية
لقد
كانت الحياة
العلمية في
عصر ابن
الأمير على
مستوى عال من
التأليف
والتصنيف
والاجتهاد
ولعل السبب في
ذلك يرجع إلى
أن المذهب
الزيدي لم
يغلق على
أتباعه باب
الإجتهاد في
أي وقت من
الأوقات(3)
الأمر الذي
ساهم في بقاء
وثراء الحركة
العلمية في
الأقطار التي
انتشر فيها
المذهب
الزيدي ومنها
اليمن.
ولعل
من يقرأ كتاب
البدر الطالع
للإمام الشوكاني
سيلاحظ العدد
الهائل من
العلماء
والمجتهدين
الذين ترجم
لهم الشوكاني
في الفترة التي
عاشها ابن
الأمير أو
سبقته بقليل.
اسمه
ونسبه:
هو
محمد بن
إسماعيل بن
صلاح بن محمد
بن علي بن حفظ
الدين بن شرف
الدين بن صلاح
ابن الحسن بن
المهدي بن
محمد بن إدريس
بن علي بن
محمد بن أحمد
بن يحيى بن حمزة
بن سليمان بن
حمزة بن الحسن
بن عبد الرحمن
بن يحيى بن
عبد الله بن
الحسين بن
القاسم بن إبراهيم
بن إسماعيل بن
إبراهيم بن
الحسن بن الحسن
بن علي بن أبي
طالب –
رضي الله عنهم
–
. الكحلاني(4)،
ثم الصنعاني(5)
ويلقب بالبدر
و (بالمؤيد
بالله)
والمعروف بالأمير(6)
ويعرف أيضا
بابن الأمير
نسبة إلى جده
يحيى بن حمزة
بن سليمان
الحسني
المتوفي سنة
636هـ وكان (أميرا)
مجاهدا، فعرف
نسله ببيت
الأمير، ومنهم
محمد بن
إسماعيل
الأمير(7).
مولده
ونشأته:
ولد
ابن الأمير
الصنعاني
ليلة الجمعة
نصف جمادى
الآخرة سنة
1099هـ تسع
وتسعين وألف
بكحلان ثم
انتقل مع
والده إلى
مدينة صنعاء
سنة 1107هـ ونشأ
فيها إلى أن
مات ولهذا
يقال له
الصنعاني(8)
وأخذ عن
علمائها ثم
رحل من صنعاء
وقرأ الحديث
على أكابر
علماء مكة
والمدينة
واستجاز منهم
وارتبط
بأسانيدهم
وبرع في جميع
العلوم وفاق
الأقران
وتفرد برئاسة
العلم في
صنعاء(9).
عقيدته
ومذهبه:
إن
المتتبع
لمؤلفات ابن
الأمير
الصنعاني (خاصة
كتاب تطهير
الاعتقاد عن
أدران
الإلحاد) يجد
بوضوح تام ما
كان عليه –
رحمه الله
تعالى –
من صفاء
العقيدة نقاء
المذهب فلقد
عاش رحمه الله
حاملا لواء التوحيد
بعيدا عن
الشرك
والخرافات
والبدع متبعا
لمنهج أهل
السنة
والجماعة
بالرغم من أنه
عاش في مجتمع
يملؤه الرفض
والتشيع
والتعصب الأعمى.
وكان
يدعو إلى
إتباع منهج
السلف الصالح
وترك البدع
والخرافات
كما نجد ذلك
جليا في
ديوانه
الشعري
المعروف
بديوان ابن
الأمير.
أما
مذهبه فلم
يتقيد بمذهب
معين فقد كان
مجتهدا مطلقا
مستقلا لا
ينسب إلى مذهب
بل مذهبه: الحديث
فلقد عمل
بالاجتهاد
وبالأدلة
ونفر عن التقليد
وزيف مالا
دليل عليه من
الآراء الفقهية(10).
ذكر
مشائخه
وتلاميذه:
تلقى
الإمام
الصنعاني
العلم عن عدد
من العلماء
داخل وخارج
اليمن ومن
أهمهم:
(1)
والده
إسماعيل بن
صلاح الأمير
الذي كان مولده
بمدينة كحلان
في سنة 1072هـ
وحقق الفقه
والفرائض
ودرس واشتهر
بالعلم
والنفل
والتقشف والكرم
ولين الجانب
ومجانبة
الدول
والمحافظة على
طلب الحلال
والتواضع
وهضم النفس
ومحبة
الصالحين
وانتقل بأهله
إلى مدينة
صنعاء اليمن
في سنة 1108هـ
ومات بمدينة
صنعاء في ثالث
ذي الحجة سنة
1146هـ(11).
(2)
زيد بن محمد
بن الحسن شيخ
مشايخ صنعاء
في عصره في
العلوم
الآلية
بأسرها أخذها
عنه جماعة من
أكابرهم
ومنهم ابن
الأمير ولد في
سنة 1075هـ وبرع
في جميع
المعارف
لاسيما علم
المعاني
والبيان ومات
رحمه الله في
سنة 1123هـ وقيل 1122هـ(12).
(3)
الحسين بن عبد
القادر بن علي
الصنعاني
البدر وكان
مولده
بالروضة من
أعمال صنعاء
في ربيع الأول
سنة 1120هـ كتب
بيده أكثر من
ثلاثمائة مجلد
وكان شاعرا
مجيدا اختصر
كثيرا من
الكتب
المبسوطة
وكتب مجلدات
كل مجلد في
عدة علوم وكان
مولعا
بالروضة ومات
ليلة الإثنين
لثلاث بقين من
المحرم سنة 1198هـ(13).
(4)
صلاح بن
الحسين
الأخفش
العالم
المحقق الزاهد
المشهور
المتقشف
المتعفف. برع
في النحو والصرف
والمعاني
والبيان
وأصول الفقه
وله شهرة
عظيمة في
الديار
اليمنية ولا سيما
صنعاء وما
يتصل بها
توفاه الله في
سنة 1142هـ(14).
(5)
عبد القادر بن
علي البدري
الثلائي
العلامة المجتهد
المتبحر في
جميع العلوم
ولد سنة 1070هـ وأخذ
العلم عن
جماعة من
أكابر
العلماء مات
سنة 1160هـ(15).
(6)
علي بن محمد
بن العنسي
الصنعاني
الشاعر
البليغ القاضي
المشهور أخذ
العلم عن
جماعة من
أعيان عصره
ومن تلاميذه
السيد
العلامة محمد
بن إسماعيل
الأمير وذكر
انه قرأ عليه
في النحو
والمنطق ومات
فجأة في شهر
جمادى الأولى
أو الآخرة سنة
1139هـ(16).
أما
تلاميذه فلقد
ذكرت كتب التراجم
أعدادا كثيرة
لمن تتلمذوا
على ابن الأمير
من أشهرهم:
(1)
أحمد بن محمد
بن عبد الهادي
بن صالح بن
عبد الله بن
أحمد قاطن
الحبابي كان
مولده ليلة
أربع عشرة
محرم سنة 1118هـ
قرأ في مدينة
شبام وحصن كوكبان
وكان له شغف
بالعلم وله
عرفان تام
بفنون الاجتهاد
على اختلاف
أنواعها وله
شيوخ عدة هو
عامل باجتهاد
نفسه لا يقلد
أحدا واستمر
مشتغلا بنشر
العلم مجتهدا
فالطاعات حتى
توفاه الله في
ليلة الجمعة
سابع عشر
جمادى الأولى
سنة 1199هـ(17).
(2)
عبد القادر بن
أحمد بن عبد
القادر بن
الناصر بن عبد
الرب ولد في
شهر ذي القعدة
سنة 1135هـ.
ونشأ
بكوكبان فقرأ
على من به من
العلماء ثم ارتحل
إلى صنعاء
فأخذ عن أكابر
علمائها منهم
العلامة محمد
بن إسماعيل
الأمير ثم
تردد في جميع
مدائن اليمن
وأخذ عن كل من
لقيه من
العلماء ثم
ارتحل إلى مكة
والمدينة
فأخذ عن علماء
الحرمين وأقر
له بالتفرد في
جميع أنواع
العلم كل أحد
بعد موت شيخه
السيد
العلامة محمد
بن إسماعيل
الأمير توفاه
الله تعالى في
يوم الاثنين
خامس ربيع
الأول سنة 1207هـ(18).
(3)
محمد بن أحمد
بن جار الله
مشحم الصعدي
ثم الصنعاني
أجاز له جماعة
من أهل
الحرمين كان
له اطلاع على
عدة علوم مع
بلاغة فائقة
وعبارة رائقة
مات سنة 1181هـ(19).
(4)
السيد الحسين
بن عبد القادر
بن علي بن
المهدي مولده
في صنعاء في
ربيع الأول
سنة 1120هـ حفظ العربية
بجميع فنونها
ثم ولع بعلم
الحديث وعمل بمقتضى
الدليل ورغب
فيه وحط على
من خالفه واختار
العزلة وكان
رحمه الله لا
يدع ذكر الله
إلا عند قراءة
كتاب أو نسيخ
واختصر كثيرا
من الكتب
المبسوطة
وكتب مجلدات
كل مجلد في
عدة علوم مات
ليلة الإثنين
لثلاث بقين من
المحرم سنة 1198هـ(20).
(5)
السيد محمد بن
إسحاق بن
الإمام
المهدي ولد نهار
الأربعاء
لخمس عشرة
ليلة مضت من
ذي الحجة سنة
1090هـ وقرأ
بصنعاء على
جماعة من
أعيان
علمائها وبرع
في جميع العلوم
وفاق الأقران
وترشح
للخلافة
وبايعه جميع أهل
اليمن ونفذت
أوامره في
غالب القطر
اليمني
الخميس رابع
شهر شوال سنة
1167هـ(21).
علاقته
بالإمام
المجدد محمد
بن عبد
الوهاب:
لاشك
أن ابن الأمير
عاصر الإمام
المجدد محمد بن
عبد الوهاب
وسمع بدعوته
وإصلاحاته
فسره ذلك وأرسل
له بقصيدة
عظيمة معبرا
فيها عن حبه
وتأييده
لدعوة الخير
والصلاح التي
نادى بها الإمام
محمد بن عبد
الوهاب وفي
مطلع هذه
القصيدة يقول
ابن الأمير:
سلام
على نجــد ومن
حل في نجــد
وإن
كان تسليمي
على البعد لا
يجدي
إلى
أن قال:
لقد
سرني ما
جــاءني من
طريقـــة
وكنت
أرى هذه
الطريقة لي
وحدي
إلا
أن كثيرا من
المراجع تذكر
أن ابن الأمير
رجع عن ما ورد
في هذه
القصيدة
وأرسل بقصيدة
أخرى للإمام
محمد بن عبد
الوهاب يقول
فيها:
رجعت
عن القول الذي
قلت في النجدي
فقد
صح لي عنه
خلاف الــذي عنــدي
وذكر
في سبب رجوعه
عن ما ذكره في
قصيدته الأولى
أنه بلغه عن
الإمام محمد
بن عبد الوهاب
أنه يستحل
الدماء دون حق
ويكفر الأمة
الأمر الذي استنكره
ابن الأمير
وعارضه(22).
وعلى
كل حال فهناك
من يشكك في
صحة نسبة
القصيدة
الثانية إلى
ابن الأمير
كونها مخالفة
لما جاء في
بقية مؤلفاته
التي تلتقي
بالجملة مع مؤلفات
الشيخ محمد بن
عبد الوهاب
والله أعلم بالصواب.
مؤلفاته
وتراثه
العلمي:
أما
مؤلفات ابن
الأمير
الصنعاني
وتراثه العلمي
فله مؤلفات
كثيرة تتجاوز
المائة ما بين
مؤلف وبحث
ورسالة إلا أن
صديق حسن خان
ذكر أن مؤلفاته
نحو مئة مؤلف،
ذكر أن أكثرها
عنده (في
الهند)(23)
ولا شك أن
كثيرا من
مؤلفاته
ومخطوطاته لا
تزال محفوظة
في بعض
المكتبات
العامة أو
الخاصة لم ترى
النور إلى
الآن ومن أهم
مؤلفاته:
(1) سبل
السلام شرح
بلوغ المرام
وقد اختصره من
شرح البدر
التمام
للمغربي.
(2) منحة
الغفار حاشية
على ضوء
النهار.
(3) إسبال
المطر على قصب
السكر.
(4) جمع
الشتيت في شرح
أبيات
التثبيت.
(5) توضيح
الأفكار في
شرح تنقيح
الأنظار.
(6) العدة
على شرح
العمدة (حاشية
على شرح عمدة
الأحكام لابن
دقيق العيد)
(7) التحبير
شرح على كتاب
تيسير الوصول
إلى جامع الأصول.
(8) الروضة
الندية شرح
التحفة العلوية.
(9) اللمعة
بتحقيق شرط
الجمعة.
ثمرات
النظر في علم
الأثر
(10) استيفاء
الأقوال في
بيان تحريم
إسبال الثياب
على الرجال.
(11) ديوان
محمد بن
إسماعيل
الأمير جمعه
بعد وفاته
ابنه عبد الله
وغيرها
من المؤلفات
والمخطوطات
والأبحاث العلمية.
وفاته
ورثاء الناس
له
وبعد
حياة حافلة بالعطاء
والدعوة إلى
الله تعالى
توفي ابن الأمير
رحمه الله
تعالى في يوم
الثلاثاء
ثالث شهر
شعبان سنة 1182هـ
وعمره ثلاثة
وثمانين
عاماً(24).
فرحمة
الله تعالى
عليه وأسكنه
فسيح جناته والحمد
لله أولا
وأخيرا.
* *
*
الهوامش:
تطهير
الاعتقاد من أدران
الإلحاد (ص:21).
تطهير
الاعتقاد من
أدران
الإلحاد (ص:42).
الإمام
زيد لمحمد
أبوزهرة (ص:489).
نسبة إلى
مسقط رأسه
(كحلان) بضم
الكاف وسكون الحاء
وكحلان من
أشهر مخاليف
اليمن وبين
مدينة كحلان
وصنعاء –
عاصمة اليمن –
أربعة وعشرون فرسخا
معجم البلدان
(4/439).
نسبة إلى
صنعاء كونه عاش
معظم حياته
فيها والقياس
أن يقال
صنعاوي، فابدلوا
النون من
الواو شذوذا
شرح الرضي على
الكافية (1/158) سر
صناعة
الإعراب (2/441).
انظر
ترجمته في:
البدر الطالع
للشوكاني (2/127)،
معجم
المؤلفين
لعمر رضا
كحالة (9/56)
الأعلام
للزركلي (6/38)
فهرس الفهارس
للكتاني (1/513)
أبجد العلوم
لصديق
القنوجي (3/191)،
هدية العارفين
للبغدادي (2/124)
الأعلام
للزركلي (1/70).
البدر
الطالع (2/127) معجم
المؤلفين (9/56)
الأعلام للزركلي
(6/38).
البدر
الطالع (2/127) أبجد
العلوم (3/191).
البدر
الطالع (2/422).
البدر
الطالع (2/127)
الأعلام للزركلي
(1/316).
البدر
الطالع (1/240،
بترقيم
الشاملة آليا)
الأعلام
للزركلي (3/61)
هدية
العارفين (1/197،
بترقيم الشاملة
آليا).
البدر
الطالع (2/444) معجم
المؤلفين (4/18).
البدر
الطالع (1/281).
البدر
الطالع (1/353).
البدر
الطالع (1/454).
البدر
الطالع (1/106).
البدر
الطالع (3/17).
البدر
الطالع (2/96).
البدر
الطالع (2/444) معجم
المؤلفين (4/18).
البدر
الطالع (2/121).
أبجد
العلوم (3/195).
أبجد
العلوم (3/191)
الأعلام
للزركلي (6/38).
الأعلام للزركلي (6/38) البدر الطالع (2/133).
(*) جامعة
عليكره
الإسلامية –
الهند
ت:
9045653385
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
محرم – صفر 1435 هـ
= نوفمبر - ديسمبر
2013م ، العدد : 1-2 ،
السنة : 38